بسم الله الرحمن الرحيم
الإنسان الكامل على الصورة الإلهية
لى ابن عربى..
لما كان الخلق على مراتب كثيرة .وكان أكمل مرتبة فيه الإنسان كان كل صنف من العالم جزءا بالنظر إلى كمال الإنسان حتى الإنسان الحيوان جزء من الإنسان الكامل ولما حصل فى سمع الإنسان أنه مخلوق على صورة الحق ولم يفرق بين الإنسان الكامل والإنسان الحيوان .وتخيل أن الإنسان لكونه إنسانا هو على الصورة .وماهو كما وقع له .ولكنه بما هو إنسان هو قابل للصورة إذا أعطيها لم يمتنع من قبولها فإذا أعطيها عند ذلك يكون على الصورة وبعد من جملة الخلفاء فلا يتصرف من هو على الصورة إلاتصرف الحق بها وتصرف الحق عين ماهو العالم عليه وفيه وانت تعلم بكل وجه ماالعالم فيه من مكلف وغير مكلف وما ينكر ويعرف ولا يعرف ماينكر ويعرف من العالم المكلف إلا الخليفة وهو صاحب الصورة .
ولولا ما خلق الله من خلق على صورته ماقال :الله أكبر .لما فى هذه الكلمة من المفاضلة فما جاءأكبر إلا من كونه الأصل .فعليه حذا الإنسان الكامل .قال تعالى :لخلق السموات والارض أكبر من خلق الناس : لما نسوا صورتهم فصحت المفاضلة .وليس إلا ان السموات والارض هما الأصل فى وجود الهيكل الإنسانى ونفسه الناطقة .فالسموات ماعلا والارض ما سفل فهو منفعل عنهما والفاعل أكبر من المنفعل وما أراد الجرم لقوله تعالى : ولكن أكثر الناس لايعلمون :ولذلك فكل ثناء أثنى الله به على الإنسان الكامل هو ثناء على نفسه لانه أوجده على صورته
سوف اواصل إنشاء الله