بسم الله الرحمن الرحيم
من عرف الإنسان الكامل عرف الحق..
لى ابن عربى ..
إن الإنسان الكامل نفسه عرف الحق .والإنسان الحيوان عرفه بعقله بعد ما استعمل آلة فكره .فلا الملك عرف الإنسان الكامل باعتراضه (أتجعل فيها من يفسد فيها )لانه ماشاهده من جميع الوجوه .ولا الإنسان الحيوان عرفه بعقله من جميع وجوهه .فجهل الكل الإنسان الكامل فجهلوا الحق .فما عرف الحق إلا الإنسان الكامل .ولهذا وصفته الأنبياء بما شهدوه وأنزل عليهم بصفات المخلوقين لوجود الكمال الذي هو عليه الحق وما وصل إلى هذه المعرفة بالله لا ملك ولا عقل إنسان حيوانى .فإن الله حجب الجميع عنه .وماظهر إلا للإنسان الكامل .الذي هو ظله الممدود .وعرشه المحدود .وبيته المقصود والموصوف بكمال الوجود فلا أكمل منه .لانه لا أكمل من الحق تعالى .فعلمه الإنسان الكامل من حيث عقله وشهوده فجمع بين العلم البصري الكشفي وبين العلم العقلي الفكري .فمن رأى أو من علم الإنسان الكامل الذي هو نائب الحق فقد علم من استنابه وأستخلفه .فإنه بصورته ظهر فلا يعرف قدر الحق إلا من عرف الإنسان الكامل الذي خلقه الله على صورته وهى الخلافة .لان الحق وصف نفسه فى الصورة الظاهرة باليدين والرجلين والاعين وشبه ذلك مما وردت به الأخبار .مما يقتضيه الدليل العقلي من تنزيه حكم الظاهر من ذلك فى المحدثات عن جانب الله (وما قدروا الله حق قدره)فحق قدره إضافة ما أضافه إلى نفسه مما ينكر الدليل إضافته إليه تعالى : إذ لو أنفرد دون الشرع لم يضف شيئا من ذلك إليه .فمن أضاف مثل هذا إليه عقلا فذلك هو الذي ماقدر الله حق قدره وماقال أخطأ المضيف .ومن أضافه شرعا وشهودا .وكان على بيتة من ربه .فذلك الذي قدرالله حق قدره .فالإنسان الكامل الذي هو الخليفة قدر الحق ظاهرا وباطنا صورة ومنزلة ومعنى ..
سوف أواصل إنشاء الله