بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين الإنسان الكامل والإنسان الحيوان.
للشيخ
محيى الدين بن عربى
اعلم ان جميع مايعمله الحيوان من الصنائع ومايعلمه .ليس عن تدبير ولا روية .بل هو مفطور على العلم بما يصدر عنه .لا يعرف من أين حصل له ذلك الإتقان والإحكام .كالعناكب والنحل والزنابير .بخلاف الإنسان فإنه يعلم أنه ما أستنبط أمرا من الأمور إلاعن فكر وروية وتدبير فيعرف . فيعرف من أين صدر هذا الامر وسائر الحيوان يعلم الأمر ولا يعلم من أين صدر .وبهذا القدر سمى إنسانا لاغير .وهي حالة يشترك فيها جميع الناس إلا الإنسان الكامل فإنه زاد على الإنسان الحيوان فى الدنيا بتصريفه الأسماء الإلهية .التى أخذ قواها لما حداه الحق عليها حيذ حذاه على العالم فجعل الإنسان الكامل خليفة على الإنسان الكل الكبير والإنسان الحيوان يزاحم الإنسان الكامل بالقوة فيما لايكون من الإنسان الكامل بالفعل.وان الانسان الكامل يخالف الإنسان الإنسان الحيوان فى الحكم .فإن الإنسان الحيوان يرزق رزق إلهي لا يناله الإنسان الحيوان وهو مايتغذى عليه من علوم الفكر الذي لا يكون للإنسان الحيوان والكشف والذوق والفكر الصيحيح فإذا لم يحز الإنسان رتبة الكمال فهم حيوان تشبه صورته الظاهرة صورة الإنسان فأين الإنسان الحيوان من الإنسان المخلوق على صورة الرحمن ؟ فهو النسخة الكاملة والمدينة الفاضلة.
العالم على صورة الحق :
أعلم أنه لا يصح ان يكون شئ من العالم له وجود ليس هو على صورة الحق فنسبة الحق الى الخلق نسبة الإنسان إلى كل صنف من العالم .ماعدا نوع الإنسان فإن ظهور العالم عن الحق ظهور ذاتي .فالحق مرآة العالم ظهر فيها صور العالم فرأت الممكنات نفسها فى مرآة الوجود الحق .
سوف اواصل إنشاءالله