بسم الله الرحمن الرحيم
الإنسان الكامل أعظم رحمة من كل مخلوق لانه ظل الله فى أرضه.
لى ابن عربى
خلق الحق الإنسان الكامل على صورته ونصبه دليلا على نفسه .لمن أراد أن يعرفه بطريق المشاهدة لا بطريق الفكر .الذي هو طريق الرؤية فى آيات الآفاق .وهو قوله تعالى :سنريهم آياتنا فى الآفاق :ثم لم يكتف بالتعريف حتى أحال على الإنسان الكامل الذي نصبه دليلا أقرب على العلم يطريق الكشف والشهود فإن الإنسان لما كان مثال الصورة الإلهية كالظل للشخص الذي لا يفارقة على كل حال .غير أنه يظهر للحس تاره فإذا خفى فهو معقول فيه وإذا أظهر فهو مشهود بالبصر لمن يراه فالانسان الكامل فى فى الحق معقول فيه كالظل إذا خفى فى الشمس فلا يظهر فلم يزل الإنسان أزلا وابدا ولهذا كان مشهودا للحق من كونه موصوفا بأن له بصرا فلما مد الظل منه ظهر بصورته ::ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ::أي ثابتا فيمن هو ظله فلا يمده فلا يظهر عين الوجود الحسى إلا لله وحده .فلم يزل مع الله ولا يزال مع الله فهو باق ببقاءالله .ماعدا الإنسان الكامل فهو باق بإبقاء الله فقال أهل الشهود كفانا .(ألم تر إلى ربك كيف مد الظل )فذكر الكيف والظل لا يخرج إلا من صورة من مده منه فخلقه رحمة فمد الظل رحمة واقية .فلا مخلوق أعظم رحمة من الإنسان الكامل ولا أحد من المخلوقين أشد بطشا وانتقاما من الإنسان الحيوانى .فالإنسان الكامل وإن بطش وكان ذا بطش شديد فالإنسان الحيوانى أشد بطشا منه ..
سوف أواصل إنشاءالله