بسم الله الرحمن الرحيم
الإنسان الكامل على صورة العالم ومختصره
لى ابن عربى
العالم عند الجماعة هو إنسان كبير فى المعنى والجرم .يقول الله تعالى :لخلق السموات والارض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون : فلذلك قلنا فى المعنى وما نفى العلم الحيوان وهو الإنسان الصغير وسمى صغيرا لأنه انفعل عن الكبير .وهو مختصر .فالمطول العالم كله والمختصر الإنسان الكامل .فالإنسان آخر موجود فى العالم .لان المختصر لا يختصر إلا من مطول وإلا فليس بمختصر فالعالم مختصر الحق والإنسان مختصر العالم والحق .فهو نقاؤه المختصر .أعنى الانسان الكامل وأما الإنسان الحيوان فإنه مختصر العالم .وله يفرغ الحق ليقيم عليه ميزان ما خلق له فإن قوله تعالى :سنفرغ لكم أيها الثقلان :كلمة تهديد والإنسان الكامل لايتوجه عليه هذا الخطاب فالإنسان فيه مناسب لكل شئ فى العالم فيضاف كل مناسب إلى مناسبه بأظهر وجوه وتخصصه الحال والوقت والسماع بمناسب مادون غيره من المناسب إذا كان له مناسبات كثيرة لوجوه كثيرة يطلبها بذاته .
سوف أواصل إنشاء الله