الطيب محمد الأمين كما عرفته مسكونا بحب الشيخ السمانى لدرجة الهوس كما هو مسكون بالإبداع وبه ميل واضح رغم ذلك للطرفة و المرح و يجيد الحكى و سرد القصص خاصة كرامات الشيخ السمانى و كان يجيد المحاكاة بصورة ملفتة للنظر و كنا لا نفترق إلا لنلتقى مرة أخرى و الطيب مثله كمثل كل المبدعين يعشق الجمال و يهيم بالحسن البديع ممجدا ، كتب كثيرا من القصائد و هو فى تلك السن فى المرحلة المتوسطة ولنا كثير من القصص و المغامرات و أذكر فى اواخر الثمانيات كنا نعمل فى سنار و اشتقنا للغناء و فى صباح احد الايام ركبنا العجلة و حلمنا البنقز و ذهبنا الجنينة و الطيب كان يقوم بدور العازف و المغنى و انا المستمع الوحيد و فجأة هبطت علينا سيرة من حى الفاشر لم يكن معهم فنان و تلقائيا انضموا لذلك الفنان الذى يتكون جمهوره من شخص واحد هو انا و قضينا يوما جميلا حافلا ومن اغرب الأمور التى حدثت بينى و بين الطيب و نحن فى الشيخ السمانى فقد اقترحنا ان تقوم امه بزيارة امى متى ما كان ذلك ممكنا و مضى بعض الوقت ولم يتم ذلك اللقاء و كانت امى متشوقة جدا لرؤية المرأة التى أنجبت هذا الولد ( الشنكيتة ) و قدر الله سبحانه أن تحضر والدة الطيب الى حلة الشيخ فى احد الايام و كانت سانحة جيدة ان يتم التعارف بين والدتينا و كنا سعداء جدا بهذا الإنجاز و احضرنا والدة الطيب إلى منزلنا و نادينا على والدتى لكى تتعرف عليها و ما حدث بعد ذلك لا يمكن وصفه بالكلمات فما ان وقعت عيونهن فى بعضها حتى صاحت كل منهما باسم الأخرى و تعانقن وبكين بكاءً مرا و ظللن يحدقن فى بعضهن تارة و يتعانقن تارة اخرى ونحن مذهولين و انتبهن الى وجودنا بعد زمن طويل ..فالتفتت إلينا أمى و صاحت أيها المماسيخ هذه زينب بت المقدم المكى أختى و حبيبتى و عشيرتى منذ عشرات السنين ، و هذه قصة أخرى . ................................حاشية : انتقلت الحاجة زينب بت المقدم المكى والدة الطيب إلى جوار ربها فى ليلة الجمعة منتصف رمضان هذا و لك اخى الطيب العزاء والرحمة و المغفرة للحاجة زينب .....و للحديث بقية إن كان بالعمر باق