بسم الله الرحمن الرحيم
عن أبي هريرة رضي الله عنه .قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .قال:الله عز وجل إذا أتحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل .فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها و إذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم .قالت الملائكة :رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به .فقال :أرقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي ..
تخريج الحديث:روى الحديث فى الصحيحين بألفاظ مختلفة وهذه رواية مسلم .
تحدث :أراد وحدث نفسه .
من جراي :من أجلي .
منزلة الحديث .
هذا الحديث يبين عظيم فضل الله ورحمته بعباده .وببعث الأمل فى نفس المؤمن و يدفعها للعمل الصالح وكسب الأجر والثواب .فما أعظمه من حديث لترغيب القانطين من رحمة الله .
عن ابي هريرة رضى الله عنه.قال:قال:رسول الله صلى الله عليه وسلم.قال:الله تبارك وتعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه .
رواه الإمام مسلم .وفى رواية ابن ماجه .
فأنا منه برئ وهو للذي أشرك.
معنى الحديث . أناغنى عن أن يشاركنى غيري .فمن عمل عملا لي ولغيري لم أقبله منه بل أتركه لذلك الغير .
عن أنس بن مالك رضى الله عنه .قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم .يقول :قال الله تبارك وتعالى يا أبن آدم إنك مادعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ماكان فيك ولا أبالي ياأبن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم أستغفرتنى غفرت لك ولا أبالي ياأبن آدم إنك لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة .
رواه الترمذي من بين أصحاب الكتب الستة وصححه ابن القيم وحسنه الشيخ الألبانى .
عنان السماء: وهو السحاب وقيل ما أنتهى إليه البصر منها :
قراب الأرض : ملؤها أو مايقارب ملأها :
إنك مادعوتنى ورجوتنى :أي ما دمت تدعونى وترجونى :
لا أبالي :أي إنه لا تعظم علي مغفرة ذنوبك وإن كانت كبيرة وكثيرة.
منزلة الحديث.
هذا الحديث من أرجى الاحاديث فى السنة ففيه بيان سعة عفو الله تعالى ومغفرته لذنوب عباده .وهو يدل على عظم شأن التوحيد والأجر الذي أعده الله للموحدين .كما أن فيه الحث والترغيب على الإستغفار والتوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى .