نالت على يدها ما لم تنله يدي***نقشا على معصم أوهت به جلدي
كأنه طرق نمل في أنامله ***او روضة رصعتها السحب بالبرد
وقوس حاجبها من كل ناحية***ونبل مقلتها ترمي به كبدي
مدت مواشطها في كفها شركا***تصيد قلبي به من داخل الجسد
أنيسة لو رأتها الشمس ما طلعت***من بعد رؤيتها يوما على أحدِ
سألتها الوصل قالت:لا تغر بنا***من رام منا وصالا مات بالكمدِ
فكم قتيل لنا بالحب مات جوى***من الغرام ولم يبدئ ولم يُعِدِ
فقلت :استغفر الرحمن من زللٍ***إنّ المحب قليل الصبر والجَلَدِ
قد خلفتني طريحا وهي قائلة:***تأملوا كيف فعل الظبي بالأسدِ
قالت لطيف خيالٍ زارني ومضى:***بالله صفه ولا تنقص ولا تزدِ
فقال:خلفته لو مات من ظمأٍ***وقلتِ:قف عن ورود الماء،لم يردِ
قالت :صدقتَ،الوفاء في الحب شيمته***يا برد ذاك الذي قالت على كبدي
واسترجعت سألت عني ،فقيل لها:***ما فيهِ من رمق ،فدقت يدًا بيدِ
وأمطرت لؤلؤا من نرجسِ وسقت ***ورداً وعضت على العناب بالبَرَدِ
هذا البيت هو أجمل بيت قيل في الغزل ، حيث أن الشاعر جمع خمس تشبيهات في واحد فقط ، يقول في هذا البيت : أنا عيون الحسناء تمطرا دموعا كاللؤلؤ ، و هي تخرج من العين التي هي كزهرة النرجس في الجمال ، و الدموع تقوم بسقي الخد الذي شبهه بالورد ، و من ثم يقول أن شفتيها كالعنب ، و أسنانها كقطع البرد الصافية . و لكم أن تلاحظوا هذا المشهد ،،،،،،،،،،،،،،،،